منذ 7 سنوات | العالم / المستقبل

دفعت اجواء الانشقاق في حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني« (بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني)، احد اكبر احزاب الاقليم والمنافس الابرز لـ»الحزب الديموقراطي الكردستاني« (بزعامة رئيس الاقليم مسعود البارزاني)، بإيران والولايات المتحدة الى الدخول على خط الازمة المرشحة في حال استمرارها للوصول إلى صراع مسلح، في مرحلة حساسة مع تصاعد المطالبات الكردية بالاستقلال عن بغداد.


وفي هذا الصدد كشف القيادي البارز في «الاتحاد الوطني« سعدي أحمد بيرة، عن وجود تواصل ايراني ـ أميركي مع قيادات الاتحاد لمعالجة الخلافات الداخلية


وأبلغت مصادر مطلعة صحيفة «المستقبل« أن «وفداً ايرانياً رفيعاً يضم قيادات مختصة بالشأن الكردي والعلاقة مع الاحزاب الكردية، يجري محادثات في السليمانية مع كوسرت رسول وبرهم صالح نائب رئيس الحكومة العراقية الاسبق من جهة، وهيرو احمد زوجة الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني، لتسوية الخلافات التي تهدد بنشوب قتال بين اطراف حزب «الاتحاد الوطني« الذي يسيطر على السليمانية وكركوك».


وأشارت المصادر الى ان «طهران تتمتع بعلاقات وثيقة مع «الاتحاد الوطني« الذي ينتمي اليه الرئيس العراقي فؤاد معصوم وخصوصاً مع زوجة الرئيس السابق جلال الطالباني، وملا بختيار، بينما يُعتبر القيادي في الحزب برهم صالح من الجناح المقرب من الولايات المتحدة، في حين يتمتع الحزب الديمقراطي الذي يتزعمه مسعود البارزاني بعلاقات وثيقة مع الولايات المتحدة وتركيا وبعلاقة عادية مع ايران«.


وأعلن قادة بيشمركة «الاتحاد الوطني« القدامى دعمهم لـ»مركز القرار« في الحزب الذي يتزعمه كل من كوسرت رسول وبرهم صالح، وتنفيذ قراراته.


وقال مسؤول جمعية «بيشمركة الاتحاد الوطني الكردستاني القدامى» جميل هورامي إنه «بعد تدهور الوضع الصحي لزعيم الحزب جلال الطالباني، انعدم مركز القرار في داخل الاتحاد، حيث كان المكتب السياسي يصدر القرارات من دون أن ينقضها أحد، لذا فان إنشاء هذا المركز مهم ونؤيده»، فيما اعلنت التشكيلات المسلحة التابعة للاتحاد عن «حيادها» تجاه الازمة السياسية الاخيرة داخل الحزب.


ويبدو ان حركة الانشقاق داخل حزب «الاتحاد الوطني« جاءت بضغوط اميركية لابعاد الحزب عن المحور الإيراني، بحسب عضو اللجنة السياسية (في الحزب «الديموقراطي الكردستاني« ـ الجناح السوري) كاوا ازيزي.


وقال ازيزي ان «المحور الإيراني يتصدع في كردستان العراق امام جموح وطموح الكرد نحو الاستقلال، وإن ما يشهده الاتحاد الوطنى (بزعامة الطالباني)، هو فصل التيار القومي الكردي في الحزب عن التيار المقرب من إيران وشيعة العراق والمعادي لاستقلال كردستان، والمعادي للحزب الديموقراطي ورئيس الاقليم مسعود البارزاني«.


وأضاف ازيزي ان «التيار المسمى مركز قرار الاتحاد والمشكل الآن داخل الحزب، يطالب بالشفافية ووضع حد للفساد المالي وللتفرد بالقرار السياسي للحزب من قبل مجموعة في الحزب تجتمع حول السيدة هيرو احمد، زوجة الرئيس السابق، ويطالبون بالتنسيق مع الديموقراطي بزعامة رئيس الاقليم مسعود البارزاني«.


وجاء الاعلان عن «مركز القرار» الجديد بعد خلافات بين قيادات كبيرة في الاتحاد الوطني مع كل من هيرو إبراهيم احمد وملا بختيار عضو المكتب السياسي في الحزب.


وشدد إعلان مركز لاتخاذ القرارات داخل حزب الاتحاد الوطني بحسب بيان صدر الخميس الماضي على العزم على «متابعة جميع القضايا حتى يتم عقد مؤتمر عام للحزب بعيدا عن التزوير وتدخل القوى الأمنية»، مؤكدا أنه «سيعمل على توحيد قوى البيشمركة ضمن جيش وطني لإقليم كردستان العراق واستخدام الموارد المادية للحزب لخدمة اعضاء الحزب«.


كما أكد البيان التزام «مركز القرار الجديد بالاتفاق الموقع مع حركة التغيير والتأكيد على أهمية الاتفاق الاستراتيجي مع الديموقراطي وضرورة التنسيق والتواصل بين الحزبين لما له أثر في إنشاء نوع من التوازن وللحفاظ على أمن الإقليم والعمل لحل الأزمة الاقتصادية في كردستان وإبداء الشفافية في مسألة عائدات النفط والالتزام بحق تقرير المصير في استقلال كردستان، فضلا عن حل المشاكل العالقة مع بغداد ورفض المساعي الإقليمية لتقسيم كردستان.


ويتمتع «الاتحاد الوطني الكردستاني» وهو حزب علماني يرأسه جلال الطالباني ويشغل منصب نائبيه كل من كوسرت رسول وبرهم صالح بنفوذ كبير في السليمانية وكركوك ومناطق من ديالى منذ ان انشق في العام 1975 عن «الحزب الديمقراطي الكردستاني» كرد فعل للانهيار الذي منيت به الحركة الكردية بزعامة مصطفى البارزاني عقب توقيع اتفاقية الجزائر بين الحكومة العراقية وايران التي كانت في زمن الشاه تدعم الحركات المسلحة الكردية.






أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024